م – 1951 م 1913

فهد صالح العسكر من شعراء العصر الحديث في دولة الكويت و من أعلام الاتجاه الإحيائي الجديد وهو موهبة متمردة على نفسها وعلى من حولها ، وهو نموذج فذ للشاعر الذي لا يبالي بسخط الناس وغضبهم على قيمهم ومعتقداتهم ، فكان كما يقول المؤرخ الكويتي خالد سعود الزيد

" { ضحية نفسه لا ضحية مجتمعه ، طموحه أكبر من حجم واقعه ومجتمعه خسر نفسه وربحه الناس شاعراً }

فكان شعره صدى لنفس قلقة حزينة يملؤها إحساس عميق بالقهر والظلم والعتب المرير على وطنه ومواطنيه لاتساع الفجوة العميقة التي فصلت بينه وبين أبناء مجتمعه

. ومن قصائده المشهورة التي تدل على ذلك قصيدة " شهيق وزفير . 

اعتزل فهد العسكر أهله و اعتزل الناس أيضاً لأن آراءه لم تكن تروق لهم حيث أنها لا تجاري أوضاعهم ولا تحترم تقاليدهم فعاش وحيداً مع خياله وأشعاره ، وراح يبث همومه ويعبر عن مشاعره وآلامه وضيقه من الواقع الإنساني عن طريق أشعاره متمنياً أن يخرج من عزلته متواصلاٍ مع الناس مستمتعاً معهم بالحياة ومحلقاً في سماء خياله .  

محبة الآخرين والتواصل معهم حاجة ملحة لدى الإنسان

-الإنسان يحتاج إلى من يفضي إليه بسره ليشعر بالراحة والطمأنينة

 الشاعر في الأبيات يظهر ضيقاً مما حوله من وينعكس ذلك من خلال حياته التي عاشها منعزلاً عنهم فيها فيقول في أبياته .

أتمنى لو أنني أكون حمامة فوق الأغصان تنوح بصوتها للتواصل مع الآخرين وتتعايش معهم في كل وقت لاستمتع بجمال الحياة وأكون رمزاً للمحبة والسلام ، وأشارك كل ما في البساتين والرياض في التخفيف عن بعضنا البعض بإفشاء أسراري لهم وإفضاء أسرارهم لي ، وأتمنى لو أنني نسمة رقيقة من النسائم التي تبشر الطيور وتنشر الخير مع مقدم الربيع الذي يجعل الطيور

متواصلة مع بعضها البعض في نشر الفرحة والسعادة ، أجول طوافاً في آفاق السماء " بعيداً عن الواقع إلى الخيال "بعد أن أنشر النشوة والفرحة في الأرض حتى أرى حبيبي المتواري الذي أشتاق إليه في مكانه المستتر .

التذوق الفني

من الأساليب

جاءت الأساليب إنشائية تفيد التمني وغرضها الرجاء من أجل التواصل مع الآخرين

ومنها

" يا ليتني فوق الغصون حمامة " الذي خرج عن ه إلى الرجاء يفيد التواصل ونشر المحبة .

و" عَلي أرى في الروض من يفضي " يفيد الرجاء . ويفيد الأسى والافتقاد .

و" أو أنثني بين النسائم نسمة " يفيد البحث والحركة من أجل الحبيب .

تكرار ياء المتكلم فيه إيجاز بالعزف على وتر الذات

من الخيال

الصورة الكلية

الصوت

:رسم لنا الشاعر في المقطع الأول لوحة كلية عناصرها الغصون والحمامة والروض والطيور والأرض والسماء. وخطوطها: في { أنوح – يفضي - أبثه }

الحركة

في { أنثني – أطوف }

اللون

: في { الروض – السماء - الأرض – الأطيار }

التشخيص من خلال الصور التالية

ومن الصور الجزئية

: عَلي أرى في الروض من يفضي " استعارة مكنية حيث صور عناصر الروض بإنسان يفضي بسره ويفيد مدى حاجته للتواصل بالآخرين .لأبشر الأطيار " استعارة مكنية حيث صور الطيور بالإنسان الذي يُبشر بالأخبار السارة ويفيد التعبير مدى رغبته في نشر السعادة .

من البديع

:الآصال × الأسحار طباق يفيد الاستمرار

الأرض × السما طباق يؤكد المعنى واتساع مكان البحث .

من الإيحاءات

حمامة: توحي بالمحبة ونشر السلام والتواصل .

الأصال

الأسحار

: توحي بالصفاء وتفيد الاستمرار: توحي بالسكون والهدوء . وتفيد الاستمرار

أسراري" توحي بكثرة الأسرار التي يريد الإفصاح عنها .

النسمة: توحي بالرقة والخفة .

أبشر: الفعل يوحي بحب الخير والتفاؤل .

الأطيار جاءت جمع ليبشر أكبر عدد

آذار" توحي بمقدم الربيع ومظاهره الجميلة .أطوف " الفعل يوحي بالنشاط والجد في البحث.

السما: توحي الكلمة بسمو مكانة الحبيب . حبيبي المتواري " التعبير يوحي بمدى بحثه عن حبيبه الذي غاب عنه .

 البذل والعطاء لبلوغ الغاية هدف سام

لا يتهم الإنسان بالموت عندما يقدم ما يستطيع من البذل .

السبق في نشر الخير و إفادة الآخرين يبعث السعادة في نفس الإنسان

 وأتمنى أن أكون فراشة تنتقل بين الأزهار والورود لتروي عطشها الشديد من رحيق الأزهار الذي يفوح برائحته العطرة وينبعث من أكؤسها ، حتى أنها إذا روت ظمأها وذهب عطشها تعطشت للموت واندفعت تجاه النار لتحترق بعد أن قدمت ما تستطيع تقديمه لبلوغ الهدف ، وأتمنى أن أكون مثل طائر القبّرة الذي يشبه الفجر عندما ينجلي ظلام الليل ويظهر نور الصباح ليبشر بالخير والنور حينما يرفرف بجناحيه في الفضاء الواسع ، فيردد النغمات والألحان فرحاً نشوان بالجمال والحسن في وقت الفجر قبل أن تلمع الأنوار وتشرق في الفضاء .

التذوق الفني

من الأساليب

: جاءت الأساليب إنشائية تفيد حرصه على إفادة الآخرين ومنها 

.يا ليتني بين الورود فراشة" توحي بذل النفس من أجل تحقيق الهدف .أنني قبرة " توحي بالحث على الإفادة والقدرة على البذل والعطاء.

من الخيال

الصورة الكلية

:رسم لنا الشاعر في المقطع الثاني لوحة كلية عناصرها وخطوطها :

الصوت

: في { النغمات }

الحركة

: في { فراشة – القبر – اندفعت – أرفرف }

اللون

: في { الأنوار – الفضاء – الورود - الأزهار }

التشخيص

: من خلال الصور التالية :

ومن الصور الجزئية

أكؤس الأزهار " إذا كانت أكؤس بمعنى الكوب يكون في التعبير تشبيه بليغ أما إذا كانت بمعنى كأس الزهرة فيكون تعبير حقيقي لا خيال فيه . تعطشت للموت " استعارة مكنية حيث صور الموت بالماء الذي يتعطش إليه الإنسان والتعبير يوحي بحرصه على بلوغ الهدف . يا فجر " استعارة مكنية حيث صور الفجر بإنسان ينادي عليه والتعبير يفيد التشوق للخلاص من الواقع المرير م قدوم الفجر .

من البديع

تروي

شفت الغليل

× الصدى طباق يوضح المعنى × تعطشت مقابلة توضح المعنى

من الإيحاءات

:أكؤس الأزهار : توحي بانتشار الرائحة العطرة .شفت الغليل " التعبير يوحي بشدة الرغبة في تحقيق الهدف .اندفعت بجوف النار " التعبير يوحي بالرغبة العارمة بالموت .يا فجر " يوحي بالمستقبل المشرق المضيء والتفاؤل والحرية . أنني قبّرة " يوحي بعظيم الفائدة .الفضاء العاري " يوحي بالرغبة في الانطلاق والتحرر التام .

لأردد النغمات " يوحي بضيق الشاعر من القيود التي وضعها المجتمع له لذلك فإنه يريد الفاء ليتمكن من ترديد النغمات . نشواناً " الكلمة توحي بالفرحة والسرور .الأنوار : توحي بالتحرر والتقدم .

 الحرية والعمل لأجلها سبيل الخلاص من الواقع المؤلم .

 1- قول الحق في الحياة يحتاج إلى حرية في الرأي

2- العطاء المتجدد يضفي على الحياة متعة لكل من فيها .