هـ / 915 - 965 م.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس. (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه. . ومضى إلى مصر فمدح كافورًا الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه. ذا النص جزء من قصيدة يمدح بها المتنبي صاحبا له بالشام اسمه علي بن أحمد المري الخراساني ، وقد كانت بينهما مودة قديمة حينما كان في طبرية ، وهو يصفه في الأبيات بالصفات الشريفة التي يحاول من خلالها أن يثير همة القارئ ويحضه على التضحية والحفاظ على كرامته وعزته. من مجال " الأدب يثير الهمم ويحض على التضحية " للمتنبي الأبيات من (1 : 9 ) حفظ أ ) لا افتِخـــــارُ إلا لمَنْ لا يُضَـــامُ مُــــــدرٍك أو محـــاربٍ لا ينـــامُ ليس عزماً ما مرَّض المرء فيـه ليس همـــاً ما عــاق عنه الظـلام واحتمـــال الأذى ورؤيـــة جانيه غــــذاءٌ تَضْـــوى به الأجســـــام ذلَّ من يَغبــــطُ الذّليــــل بعيـــشٍ رُبّ عيـــشٍ أخــف منه الحمــام كل حلـــــمٍ أتى بغيـــــر اقتــــدار حُـــجّــــة لاجــــئ إليهـــا اللئـام المفردات 1- افتخار : فخر يُضام : يظلم مدرك : عارف لهدفه محارب : مقاتل عزماً : العزيمة مرّض : قصر همّاً : الهمة عاق : منع وأعاق احتمال الأذى : تحمل الأذى جانيه : فاعله تَضْوى : تضعف وتهزل ذلّ : سقط وكبا يغبط : يتمنى ما عند الغير مع بقاء النعمة الحمام : الموت حلم : صبر اقتدار : قوة حُجّة : سبب اللئام : ( اللئيم ) الوضيع والخسيس
303 - 354
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب
قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة
وفد على سيف الدولة بن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده
قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة بن بويه الديلمي في شيراز
عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد
ه
الفكرة الرئيسة ليس هناك في الحياة قوة بغير اقتدارٍ ، والموت أفضل من المذلة . من الفكر الجزئية صاحب الهمة الصادقة لا يعوقه شيء عن تحقيق هدفه.الحلم الحقيقي ما نبع من قوة واقتدار لا من ضعف وعجز.
شرح الأبيات
لا فخر إلا لمن لا يظلم، لامتناعه وقوته على دفع الظلم، وهو إما مدرك ما طلب، أو محارب لا ينام ولا يغفل حتى يدرك ما يريده . والشطر الثاني للبيت تفصيل لما جاء في صدر البيت . لا يعد العزم عزما إذا قصر الإنسان فيه، إذ العازم على ا لشيء لا يقصر فيه، ولا تعد همة ما حال الظلام دون طلبه، لأن ذا الهمة لا يعوقه دون إدراك طلبته شيء وهنا حض على الإصرار والتحدي .إن الصبر على الأذى ورؤية من يجني عليك الأذى غذاء ينحل عليه البدن كما ينحل على الأطعمة الخبيثة، يعني يشق الإنسان ذلك حتى يفضي به إلى النحول والضعف من عاش في ذل فليس له عيش يغبط عليه، ومن غبطه على ذلك العيش الذليل فهو ذليل، لأن الموت في العز أخف من العيش في الذل.إن الحلم إذا لم يكن عن قدرة كان عجزا، وهو حجة يحتج بها اللئام، يسمون عجزهم عن مكافأة العدو حلما،
التذوق الفني
الأساليب .. : أسلوب قصر عن طريق النفي والاستثناء يفيد التوكيد في شحذ الهمم .ليس عزما ما مرض " ـ " ليس هما .. ما " : قدم خبر ليس على اسمها للتخصيص .ما عاق عنه الظلام " : قدم شبه الجملة على الفاعل لإفادة التخصيص والقصر والتوكيد .البيت الأخير يجري مجرى الحكمة . الأساليب في المقطع جاءت خبرية للتقرير .
لا افتخار إلا
من الخيال
احتمال الأذى … غذاء " : تشبيه بليغ فيه تجسيم لاحتمال الأذى ، وتشبيه احتمال الأذى بغذاء أضاف فيه المتنبي معنى جديدا للغذاء ؛ فليس الغذاء المعهود الذي يقوي الجسم وإنما هو غذاء مستمد من القهر والذل يضعف الأجسام .ليس هماً ما عاق عنه الظلام " استعارة مكنية حيث صور الظلام بالشيء المادي الذي يعوق والتعبير الخيالي فيه تجسيم من البديع / ينام : تصريع يمنح البيت جرسا موسيقيا جميل الوقع على السمع تطرب له الأذن . عيش / الحمام : بينهما طباق يبرز المفارقة الكبيرة بينهما بالتضاد . : نكرة في سياق النفي تفيد العموم . : مبني للمجهول للدلالة على عموم الفاعل . " لا ينام " بعد قوله محارب : توحي بالتنبه واليقظة والنشاط. " . الفعل يوحي بالتقصير والعلة التي يدعيها المقصر . : كلمة عيش نكرة للتحقير . : نكرة للتعظيم . : لفظة توحي بمدى تمكن الذل والخضوع من قلبه رب عيش أخف منه الحمام " : تعبير يجري مجرى الحكمة الخالدة ، وهي ترقى بالمعنى إلى مستوى الأدب الإنساني الخالد الذي يصلح لكل زمان ومكان والتعبير يوحي بإباء النفس .
يضام
من الإيحاءات
افتخار
يضام
قيمة ذكر
مرض
رب عيش
اقتدار
يغبط
أخف " : لفظة توحي في سياقها بثقل حياة الأذلاء .
ب )من يهن يسهل الهوان عليـــه ما لجــرح بميــــت إيـــــــلام ضاق ذرعاً بأن أضيق به ذر عا زماني واستكرمتني الكرام .أقـــــــراراً ألــــذُّ فوق شَــرارٍ ومرامـــاً أبغي وظلمي يُرام ؟ دون أن يَشْرَقَ الحجاز ونجد والعراقــــــان بالقنــــا والشآم
المفردات
راراً : الاستقرار شَرار : شرر النار ( شررة ) مراماً : مطلباً أبغي : أطلب يَشْرَق : يمتلئ القنا : الرماح ( القناة )
القانعون بالهوان لا فائدة لهم ، ولا كرامة للمرء في وطن مهان . من الفكر الجزئية الإنسان الذي يقبل الذل على نفسه لا يستحق الحياة .لا يحق للإنسان العيش دون عزة تقويه على تحمل مصائب الدهر.شرح الأبيات إذا كان الإنسان هينا في نفسه سهل عليه احتمال الهوان كالميت الذي لا يتألم بالجراحة والتعبير هنا يثير الهمم . عجز الزمان عن أن يُدخل عليّ أمرا لا أحتمله ؛ أي لست أضيق بالزمان ذرعا وإن ذنوبه وإساءاته إلي ، واستكرمتني الكرام. أي وجدني الكرام كريما صبورا على نوائب الدهر غير جزوع. لا ألذّ بالاستقرار ولا أصبر على قسوة الذل، دون أن تمتلأ هـذه المواضع بالرماح، وأن أملأ البلاد بالحروب لدفع الظلم .لا أستقر دون أن أحدث ثورة تملأ الحجاز ونجد والعراقان والشام بالرّماح فأنتقم منهم .
أقرارا ألذ
استكرمتني الكرام
أقرارا ألذ فوق شرار
من البديع
قرار
مراما
من الإيحاءات
شرار
يشرق
المفردات
وم : للعتاب لوّام : كثير اللوم النزاهة العزة والشرف ثنت : عطفت قدرك : مكانتك الجسام : العظيمة .القريض : الشعر هذاء : لا قيمة له أحكام : حكم يجلب : يكون البراعة : المهارة البرسام : علة يصاحبها الخلط حسبك : يكفيك تضل : تنحرف × تهتدي آثام : عقاب الفكرة الرئيسة :مجريات الأمور ليس لها منطق مستقيم ، والله خير عاصم منها . :الشعر ليس كله على نمط واحد بل فيه الجيد والرديء .السعي في الأمور العظيمة قد يحجب الإنسان عن مواصلة أحبابه. كم حبيب يستحق المواصلة لتمام حسنه ولا تلام لو واصلته، لكنك مع ذلك تتركه لتقوى الله، فكأنك قد أقمت عليك من التقوى لُوّاما يلومونك فيما لا يوافق مقتضاها وقد أكد هذا بالبيت التالي. نزاهتك وتباعدك عن الآثام رفعا قدرك عن مواصلته، وصرفت قلبك عنه الأمور الجسام- العظام- التي تسعى فيها. يبين الشاعر مكانة شعره مقارنة بغيره فيقول أن هناك
من الفكر الجزئية
شرح الأبيات
الفكرة الرئيسة
.. : أسلوب إنشائي استفهام غرضه الانكار.ما لجرح بميت … " : قدم شبه الجملة للتخصيص والتوكيد .من يهن يسهل .. " : بيت يجري مجرى الحكمة ، وهو أفضل أبيات القصيدة ، وهي ترقى بالمعنى إلى مستوى الأدب الإنساني الخالد الذي يصلح لكل زمان ومكان..ما لجرح بميت … " : قدم شبه الجملة للتخصيص والتوكيد .من الخيال : ما لجرح بميت … " : تشبيه ضمني ؛ شبه قابل الهوان بالميت ، ووجه الشبه عدم الإحساس ، وهي توحي بوضاعة قابل الهوان ودناءته.ضاق ذرعا .. زماني " : استعارة مكنية فيها تشخيص للزمان ، وإيحاء بقوة الشاعر في التصدي لصروف الدهر. : كناية عن شدة الكرم ؛ فقد دل على كرمه باستكرام الكرام له ، وفيها إيجاز وإيحاء بتفوقه على كرام عصره. : استعارة تصريحية شبه العدوان عليه بشرار ، وحذف المشبه ، وصرح بالمشبه به .دون أن يَشْرَقَ الحجاز ونجد والعراقــــــان بالقنــــا والشآم "الجمال في البيت السابق " كناية عن الحروب من أجل الحرية والكرامة " / شرار : بينهما جناس ناقص يمنح اللبيت جرسا موسيقيا جميل الوقع على السمع تطرب له الأذن . / يرام ـ يهن / الهوان ـ استكرمتني / الكرام : بين كل كلمتين جناس اشتقاقي يمنح البيت جرسا موسيقيا جميل الوقع على السمع تطرب له الأذن . : لفظة توحي بقسوة ما يتعرض له من المذلة الهوان . : لفظة توحي بشدة الحرب وعنفهاالهوانرفعَتْ قدرك النـــــزاهةُ عنــه وثَنَتْ قلبكَ المساعي الجسام إن بعضاً من القريض هُـــذاءُ ليس شيئــاً وبعضه أحكــامُ منه ما يجلب البراعة والفضل ومنــــه ما يجلـــب البرسام حسبك الله ما تضل عن الحق وما تهتـــــدي إلـيـــك آثــام .
التذوق الفني
من الأساليب
|